نصائح موجهة إلى كتَّاب القصة القصيرة من المبتدئين:
أولاً:
أن يدركوا أن الكتابة غوص في أعماق الواقع، وأن الكاتب إنما يقدم صورة مختصرة ومترابطة للحياة، ومهمة الكاتب البحث عن هذه المعاني واكتشافها، وأن مكمن الطاقة الفنية يتمثل في الاعتقاد بأن ثمة شيئاً فريداً يريد الكاتب أن يقوله و أنه وحده المؤهل لقوله ، فالأصل في الكتابة الإرادة والحلم لذا ينصح المبتدئ بأن يكتب أي شئ : يدون مذكراته في كل شئ ، وبشكل يومي ، فإن الملاحظة التي تسمع صدفة ، أو الانفعال العاطفي المفاجئ ، هي مادة خام صالحة للكتابة و لكي نكتب لابد من أن نتعرف على أنفسنا، إن الكتابة محاولة للسيطرة على العالم فكيف لا نسيطر على ذواتنا باكتشافها أولاً، اكتشاف المعاني الخافية تحت المظهرالخارجي ،و لكن المعنى لا يقدّم منفصلاً عن القصة فالقصة هي المعنى الذي يتسرب في كل تفاصيلها.
ثانياً:
" لا تكن مضجراً " وهذا الهدف لا يتحقق بسهولة وإنما يقتض شيئاً من المعاناة، فليس ثمة قواعد لكتابة القصة تحدد طبيعتها، فقد تقوم على المبالغات المفرطة و التصغيرات الخيالية والمناظر القصيرة جداً، والمناظر الطويلة و الانطباعات والفقرات الاستيطانية ، على الكاتب أن يشعر بحريته في الكتابة .
ثالثاً:
أن مهمة الكاتب الأساسية هي الوصف لا إصدار الأحكام وعلى الكاتب المبتدئ ألا يلهث وراء تقليد الكبار لأنه سيفشل فروائعهم هي خلاصة لخبراتهم الطويلة ، وعلى المبتدئ ألا يجفل في التعبير عن أفكاره الخاصة فالثقة بالنفس هي الأساس ولا بد من القراءة ، و قراءة أولئك الذين يثيرون العقل و الوجدان.
رابعاً:
كيف يحصل الكاتب على أفكار لقصصه. لا بد من الاتجاه إلى الذات الأحلام والطموحات ،نقاط التحول في الحياة الأزمات الخاصة ووصفها قضايا الأقارب والأصدقاء، والمشكلات الاجتماعية . وعلى الكاتب أن يدرك أنه لا يستطيع أن يدرك المشاكل الكبرى إلا بعد محاولة التعبير عنها و بتفصيل تام لا بد من ملاحظة سلوك الشخصيات و باختصار فإنك لا تستطيع أن تعمل أفضل من أن تكتب ما تعرفه.
من المراجع المهمة للقصة القصيرة:
1- فن القصة القصيرة ،د. رشاد رشدي ، ويتضمن هذا الكتاب دراسة تحليلية لفن كتابة القصة مع أمثلة كاملة مدروسة وقد تناول فيه بناء القصة القصيرة و نسيجها.
2- القصة القصيرة ، دراسة و مختارات للدكتور الطاهر أحمد مكي، ويتضمن جزءا تاريخيا و دراسة عن أعلام القصة القصيرة و تحديد خصائصها الفنية و أمثلة و مختارات لأشهر كتاب القصة في العالم العربي.
3- فن القصة للدكتور محمد يوسف نجم، وقد تناول البناء الفني للقصة بأنواعها.
4- القصة القصيرة نظريا وتطبيقيا ليوسف الشاروني.
5- فن كتابة القصة، لحسين القباني
طرق كتابة القصة :
* أسلوب ضمير المتكلم :
تعرض فيه الأحداث على لسان بطل من أبطال القصة , وعيبها أن جميع الأحداث تروى من وجهة نظر الشخصية التي تسرد القصة , وأن بعض الأحاسيس والمواقف للشخصيات الأخرى لا يمكن تسجيلها لبعدها عن التأثير في شخصية الراوي .
* السرد المباشر :
يحكي القاص الأحداث متتابعة , ومرتبطة بالشخصيات حتى تبلغ نهايتها , وهي طريقة يستطيع القاص من خلالها أن يتتبع جميع الشخصيات , ويحلل تصرفاتها , وأفكارها , ويعيبها تدخل القاص بعواطفه , وأفكاره في مواقف الشخصيات.
* طريقة الرسائل المتبادلة :
طريقة الرسائل المتبادلة بين الشخصيات في القصة , والقاص من خلال الرسائل يرتب الأحداث ويوضح الشخصيات حتى يصل للنهاية .
* طريقة تيار الوعي :
تشرح ما يدور في خواطر الشخصيات كما ترد في الدهن دون ترتيب أو تنسيق , ودون أن يسبق الماضي البعيد .. الحاضر القريب , وعيبها أنها تخرج عن التتابع المنطقي لتسير في اتجاه التتابع العاطفي
أنواع القصة :
الرواية :
- تمتاز الرواية بطولها بالنسبة لغيرها من أنواع القصص
- تمثل عصر أو بيئة العصر لع بعد زمني طويل ممتد بل ربما امتد الزمن فشمل عمر البطل أو أعمار أجيال متتابعة كما نرى في ثلاثية ( نجيب محفوظ) كما أنها لها بعد مكاني يتسع لأماكن متعددة وقد ينتقل من قارة إلى أخرى
- الأحداث متشابكة تمتد في خيوط كثيرة وتتفاعل مع شخصيات عدة متباينة , وتتاح للكاتب تحليل الشخصيات من خلال المواقف المتعددة والآراء كما تتيح له وصفها من حيث الشكل الخارجي , والسلوك , وأحوالها النفسية , والفكرية , والاجتماعية .
كما تتاح للكاتب وصف البيئة التي تجري فيها الأحداث , وصفا دقيقا متأنيا دقيقا
- كانت الرواية بنشأتها مرتبطة بالخرافة , والحكايات الخيالية أما الآن فتتجه إلى تحليل حياة الإنسان , ومشكلات مجتمعه
- الشكل في الرواية ينبغي أن يعتمد على طرق متعددة عن طريق السرد أو التحليل أو يترك الشخصيات تعرض أفكارها أو عن طريقالأسلوب الوصفي أو التحليلي أو التقديمي للأحداث أو الحوار
- الحوار أهم الوسائل التي يتعرف بها القارئ على الشخصيات وتزود القارئ بالأوصاف , والتحليلات , والأخبار لذا يجب أن يكون مركزا قوي الدلالة على الشخصية زاخرا بالإنفعال , والحركة .
القصة :
- يرى بعض الباحثين أن الرواية , والقصة شيء واحد ويستخدمون أحد المصلحين للدلالة على الآخر , وبعضهم يرى أن الفارق بينهما يرجع إلى مدى اقتراب كل منهما من الواقع فالرواية تلتزم التصوير المقنع بالأحداث , والشخصيات .. أما القصة فلا مانع فيها من الخيال كأن تصور أحداثا خارقة غير ممكنة أو شخصيات لا نصادفها في واقع الحياة
- القصة محصورة في المغامرات الخيالية العجيبة , وتعتمد على الأحداث المتسلسة المتشابكة , والرواية تركز على الشخصيات , والدوافع التي تحركها في اطار الحوادث الواقعية .
- لا تختلف الرواية عن القصة من حيث الطول , والعناصر الفنية والتي يقوم عليها بناء القصة
الأقصوصة :
- أحب الأنواع الأدبية لدى القراء لسرعة قراءتها , ولصغر حجمها في الصحيفة أو المجلة أو لقصر الزمن في الإذاعة .
ويرى بعض الباحثين أنه يجب ألا تقل عن 1500 كلمة , ولا تزيد عن 10.000 بينما جعلوا الحد للرواية 50.000 ألف كلمة ولكن هذا التحديد ليس يعني للتمييز بين الأقصوصة والراوية .
- التركيز لأنها تدور حول حادثة معينة أو شخصية أو عاطفة مفردة أو مجموعة عواطف يثيرها موقف مفرد لذا فهي لا تزدحم بالشخصيات , والأحداث , والمواقف كارواية , وليس فيها تفصيلات , ولا جزئيات تتصب بالزمان , والمكان .
- ليس فيها مجال للإستطراد أو الإطالة في الوصف
- وحدة الحدث أساس فيها لذا تخضع كل عناصرها لتصوير الحدث وحده
- التعبير كل كلمة تؤدي دورا لا تغني فيه كلمة عن سواها , ولا يستعين كاتبها بالوصف لذاته بل ليساعد في نمو الحدث
- لا بد من وحدة الزمن حتى مع امتداده لأنها تتناول فكرة واحدة أو حدث أو شخصية مفردة لتكون وحدة الانطباع واحدة
- إذا كثرت الشخصيات فيجب أن يجمعها غرض واحد وإلا انقطع تطور الحدث لتشتت ذهن القارئ بين شخصيات متباينة
- إذا كان الحدث مدار الأقصوصة فلأن له من :
أ - بداية ويسميها النقاد الموقف
ب - وسط يتحد فيه الموقف , ويتطور إلى سلسة المواقف الصغيرة تمثل تشابكا بينها , وبين الموقف الرئيسي
ج - نهاية تتجمع فيها هذه العوامل والقوى في نقطة واحدة يكتمل بها الحدث تسمى - لحظة التنوير .